إستراتيجية
التغيير
كل شيء يبدأ صغيراً؛ ليكبر، وتكبر معه الحياة
إلا المصيبة.. التي تبدأ كبيرة إلى أن تتلاشى وينتهي خبرها، لتنطوي رحلة الألم
تاركةً خلفها فوج من الذكريات.. لنمضي بها الحياة نحو غد أفضل ونبني أيامنا
على صفحات الماضي أينما أشرقت بوارق الأمل فيه ، وتربعت نسماته الدافئة ؛لنحتمي بها من برد الشتاء القادم !!
لجُلَّ عظمة المولى عز وجل
فقد جعل كل شيء يُولد ،الطفل ، النبات
كلِّ شيء بل الحياة بأكملها ضمن تدرج في دقة الروعة والجمال الذي قد أحيا قلوبا عصته لدرب الهداية ، وأيقضَ عقولا تراها تهذي لعظمة خلقه وصنعه ،فَليس عجباً أن
نرى تميزا وإبداعا قد رافق تخطيطاً مسبقاً لعملٍ ما .. فهكذا الغيث يأتي قطرة بعد
قطرة، والطفل يمشي خطوة بعد خطوة،و النجاح يأتي عثرة بعد عثرة، فكيف نبني من غير
علم و نبدع من غير تخطيط ؟!
لدنيا رغبة بأن نغير كل شيء
للأفضل ونصنع السعادة لحياتنا ؛ لكن طرق التغيِّر تختلف فليست جميعها قادرة أن
تحقق لنا التغيّر الذي نطمحه أو بالأحرى
التغير الذي يترك بصمة رونقه الحقيقي في نفوسنا بالراحة والطمأنينة، فربما قد يكون
بعضها مجرد صورة تتلألأ أمام أعيننا لنرى نهايته بهتان فاضح ، فجميــــلٌ أنْ
نتغير للأفضل ونبني أحلامَنا فوق كتلٍ من الذكريات المختلطة بين الحزن والفرح،و
بين الأمل واليأس..لنتذوقَ طعمَ النجاحِ في نهايةِ المطافِ بشغفٍ و سعادة، فحينها
نشعر بمدى قيمة التغير الذي صنعناه لأنفسنا لأننا بذلنا ما بوسعنا أن نفعله، وغير
هذا يكفي أننا قد أعملنا عقولنا وحررنا شيئاً من طاقاتنا التي وُهبت لنا في سبيلٍ
يضمن راحتَنا برضا المولى عزَّ وجل ،ولكن من المؤسفِ أنْ نرى التغيُّر أو التطورَ
قد سلك مساراً مختصر أو بالأحرى جاء صورة من غير ألوان تحيي معانيه العائمة في
صميمِ أعماقه ؛ لأنه لم يُنبني على خبرات وتجارب سابقة بل جاء دفعة واحدة ليقذف
بنا في هاوية الخطر فليس بالأمر غرابة دام أنه قد جاء من غير تخطيط مسبق ،وربما قد
خُطط له ولكن لم يتم مراعاة بعض الجوانب ،
فقد يكون حب التغيير والرغبة في تحقيقه في أقصى سرعة ممكنه قد أعمى النتيجة
المرجوة التي قد تكون سلبية في بعض الأمور
، وهذا ما يجعل النفس الإنسانية تميل إلى الكآبة بعض الأحيان بعد خطوة باءت بالفشل
!
التغيير يجب أن يخضع لعملية تدرج دقيقة حتى يُضمن نجاحه وإيجابيته وليس بقذفه دفعة
واحدة في بيئة غير مهيأة تماماً للوضع الجديد ،وقد نفكر ونقول بأنَّ بداية كل
مشروع مذاق مرّ وعثرات وهذا شيء طبيعي غيُر مختلفٍ فيه ، ولكن أيضا
يجب أن يتوفر التوافق والتآلف بين جانبي التغيير؛ حتى لا تكون الصدفة مؤلمة وتلحق
شرارتها من ليس لهم ذنب ،فلدنيا قدرات وطاقة كفيلة بأن تردع عنا كل العثرات
وتمحيها ؛ ولكنها تبقى محدودة.
مهم أن نطبق إستراتيجية معينة لتغير شيء ما؛
ولكن الأهم من ذلك كله عنصر التغيير نفسه ومدى إمكانيته في الاندماج مع
الإستراتيجية المتبعة، وهل وضعه يتناسب مع نوعية التغيير، فهو من سيحدد مصير هذه
العملية بالنجاح أو الفشل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق