"فنيَّات
الطباعة" جزئية مهمة بالنسبة لطلبة التصميم الجرافيكي
تحقيق: زوينة سالم البوسعيدية
يعتبر
فن الطباعة من الأساسيات التي لا بد للمصمم الجرافيكي التعامل معه، لتصحيح عملية
الطباعة من بداية المسار في التصميم وحتى مرحلة الطباعة، البعض يشدد على أهميتها والبعض
الآخر يراها مجرد ثقافة عابرة وإختيارية لدى المصمم الجرافيكي ، وما في الواقع ثقافة
فنيات الطباعة لدى طلبة التصميم تكاد تكون على الهامش إلا عدد قليل ممن سنحت لهم
الفرصة وتلقى ما يمكن تلقيه عن هذه الثقافة المهمة، حيث واجهت بعض كوادر التخصص
الجرافيكي بعض الصعوبات في الإنخراط في سوق العمل، حول هذا المحور نلتقي بمجموعة
من المختصين والطلبة لمعرفة حقيقة الوضع وما هي الأسباب الخفية حول ذلك.
معرفة
فن الطباعة جزأ لا يتجزأ من التصميم
الجرافيكي
في
صدد هذه القضية، يعلق الطالب محمود الهطالي، خريج تصميم جرافيكي وباحث عن عمل
قائلاً: فن الطباعة
مهمة بالنسبة لتخصص التصميم الجرافيكي وذلك لأن التصميم الجرافيكي من أساسياته
الطباعة. فالطباعة أحد أهم الركائز الأسياسية للتصميم الجرافيكي. علاوة على ذلك
فأن المصمم الجرافيكي يجب أن يكون على إطلاع بشكل أكثر على الطباعة ومراحل الإنتاج
والإخراج وذلك يساعد الطالب في اتخاذ التصميم المناسب.
تامر إبراهيم حسن إبراهيم، أستاذ بقسم التصميم بتطبيقية نزوى يعلق على أهمية الطباعة: الطباعة هي فن
وعلم معالجة الأصول كالمتن والرسوم والصور لنقلها على مختلف الأسطح والخامات
ثنائية أوثلاثية الأبعاد بصورة تكرارية لدعم الانتاج الكمي والنوعي مستخدماً
العديد من الأدوات والمعدات والطرق الطباعية الرئيسية والعمليات المكملة للمساعدة
في نشر الرسالة الاعلامية، يتضح من التعريف السابق مدى أهميته لخريج التصميم
الجرافيكي خصوصاً اللذين يتعاملون مع مدخلات ومخرجات هذا الفن بصورة تطبيقية كمية
تكرارية وليست فنية بحتة.
ويضيف
سالم الحجري، رئيس قسم التصميم بشركة درب المجرة للدعايا والإعلان: الطباعة جزء لا يتجزأ من التصميم
الجرافيكي والذي يعتبر مكملاً لعملية التصميم ، فمعرفة فنيات الطباعة يمكن المصمم
من رسم صورة نهائية للتصميم قبل الطباعة وأيضاً يفتح آفاق لإبتكار أفكار وإبداعات
جديدة في خيال المصمم.
كما تشاركنا الطالبة عبير العامري طالبة
تصميم جرافيكي قائلة: بأمانة لا أملك خلفية
أعتبرها كأساس لي كطالبة تصميم جرافيكي، وفي المقابل أيقن بأن فن الطباعة مهم لنا
كطلبة تصميم جرافيكي لكن من وجهة نظري لا يمكن أن نلقي اللوم على المؤسسة
التعليمية لأنني أراه يعتمد على التعلم الذاتي بالنسبة للطالب الجامعي نفسه، كما
أيقن بأن الطالب الجامعي إذا بادر بالسؤال والإستفسار فلن يقصر الأساتذة في
المساعدة والإفادة لذا لا بد من السعي والمبادرة للحصول على الشيء،
ثقافة مهمَّشة
ويعبر
الهطالي قائلاً:
الطباعة تمثل الحلقة المكملة للتصميم الجرافيكي، على
الرغم من المعرفة البسيطة التي أملكها حول الطباعة إلا أن هذه المعرفة لا تعدو
كونها هامش على السطر، فلم نتلقى أية إشارات بمدى أهمية هذا الفن ناهيك عن توفير
أو تخصيص مقررات لها.
فجوة
( معرفة فن الطباعة) عائق وتحدي في سوق العمل
ويؤكد الحجري مستلهماً حديثه من خلاصة تجربته مع
متدريبي طلبة التصميم الجرافيكي: من خلال تجربتنا مع المتدربين الذين تستقبلهم
الشركه نجد أن هناك فجوة كبيره جداً بين المقررات التي درسوها وبين واقع العمل
وهذا يتجلى في افتقارهم جميع مهارات الطباعة مما يؤدي إلى خفض مستواهم الإبداعي في
تصميم المطبوعات بأشكالها المتنوعة.
وفيما يخص الصعوبات، فقد أعرب الهطالي
قائلاً: هناك صعوبة كبيرة تواجه طلبة التصميم
الجرافيكي في سوق العمل ومن ضمنها الطباعة، حيث وجدت فرصة للعمل في إحدى المطابع
الموجودة في السلطنة، ولكن كان طلبهم أن أدرس وأتدرب على طرق ومراحل الطباعة لمدة
ستة أشهر، وبعدها يتم توظيفي لكن شخصيا رفضت العرض لكونه غير مشجع كثيرا. وأمر آخر
الكثير من مؤسسات القطاع الخاص تقيس قدرة الطالب في التصميم من خلال بعض الأسئلة
ومنها هل الفكرة (التصميم) قابلة للتنفيذ والطباعة؟ فهم يركزون على فهم الطالب
بالمشاكل والمعوقات التي تواجهه لتنفيذ فكرته على أرض الواقع.
ويوضح تامر
إبراهيم جوانب المشكلة قائلاً: هناك بعض الجوانب
التطبيقية التي تم تغطيتها كاملة ببعدها الجرافيكي للانتاج المتكرر الغير كمي ولكن
لم يتم تغطيتها بشكل مهني متطور للانتاج الكمي المتكرر لمختلف الخامات لهذا الفن
والذي يعبر عنه بالعلاقة الفنية والتقنية بين التصميم بشكل عام أو تصميم المطبوعات
المتنوعة بشكل خاص والتي يلزم لها الدعم الممكن للتطبيق الطباعي التكراري للتحقق
من النتائج والتيقن من التطبيق الفعلى ولمس المشاكل الابتدائية الذي تظهر مع
الانتاج الكمي التكراري المتنوع أثناء مراحل التنفيذ المختلفة والتي ينبغي تفاديها
أثناء مراحل التصميم المختلفة بشتى أنواعها ، فما يتم مناقشته يتم بصورة نظرية
نسبياً لهذا النوع مقارنة بما هو متطلب لهذا الفن العلمي.
حلول
ومقترحات
ويكمل الحجري حديثه طارحاً بعض الحلول: لا بد من تكثيف
الجانب العملي أكثر من الجانب النظري وذلك ليس فقط في توفير فرص تدريبيه للطلبة ولكن بعمل ورشات عملية بحيث تكون نسبة
التطبيق العملي أكثر من النظري ، أيضاً يجب على الوزارة مخاطبة الكفاءات ذات الباع
الطويل في المجال المعني وإختيارها بحيث تقدم تلك الورشات. أما الجزئية الأخرى
فتعود إلى الطالب بنفسه بحيث يجب على الطالب أن يعمل على تطوير وصقل هذه الدراسة
في تنمية جانب التصميم والطباعة لديه ، ويتجلى ذلك من خلال زيارة المواقع
الإلكترونية المختصة بهذا المجال وكذلك إنخراطه بسوق العمل قبل التخرج.
أما الهطالي يختم حديثه بمقترح قائلاً:
أتمنى أن يتم تطوير وصقل قدرات الطالب في فن الطباعة وأن يتم طرح برامج يمكن الطالب من تطوير قدرته على الطباعة وذلك من
خلال جعل الطالب يمارس الطباعة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الدورات الصيفية بحيث
يجبر الطالب على الإلتحاق بأي المطابع الموجودة في سوق العمل ويتم تقييمه من خلال
جهة العمل. فبرأيي هذه أفضل طريقة لكسب الطلاب المهارات ليس فقط في الطباعة وإنما
في جميع المهارات. وهذه الطريقة مستخدمة في عدد من الكليات حيث يتم ربط الطالب
بسوق العمل لتكون لديه الفكرة الكافية عن واقع وطبيعة العمل ودراسته.
كما
تواصل العامرية حديثها مقترحة: أقترح بوضع مقررات
تطبيقية وليست نظرية فقط تلم بجوانب الطباعة ولو بشكل عام ومنها يحاول الطالب
بتعلمه الذاتي التعمق فيها والإستفادة أكثر، فقط نزرع البداية ومنها ينطلق الطالب،
فنحن لم نكن نعلم بمصطلح فنيات الطباعة ومدى أهميتها لنا إلا في السنة الأخيرة من
سنوات دراستنا.
أما تامر
إبراهيم فيبشر بمبادرات لا زالت خلف الكواليس من باب التخطيط، قائلاً : يجرى
حالياً تطوير بعض من المواد الدراسية لدعم برنامج التصميم الجرافيكي ببعض
المحتويات العلمية والتطبيقية والتي يمكن تفعيلها عن طريق اضافة بعض المواد
المتخصصة لدعم هذا القطاع مستخدماً لبعض الأجهزة والمعدات الأولية اللازمة لدعم
النقل الميكن لهذا الفن، ثانياً حتمية
التدريب المتوازي مع المراحل التعليمية للطالب أثناء فترة العطلة الصيفية - والذي
يتجاهله أغلب الطلاب - لمتابعة تطورات السوق على أرض الواقع داخل العديد من دور
الطباعة والنشر ووكالات الدعايا والاعلان ..... الخ.
الطالب الجامعي مسؤول
في تلقي وإكتساب ما يمكن معرفته في
مجال تخصصه
ويختتم تامر إبراهيم حديثه: يجب على الطالب الجامعي الأخذ بالأسباب في
تنمية مهاراته وقدراته ففي ظل مرحلة التعليم الجامعي ينبغي على الطالب السعي في
التعلم والتدريب على ما ينمي مهاراته فلا يكتفي فقط بما يقدم داخل إطار الكلية حيث
أن استراتيجية التعليم الجامعي تبني في المقام الأولعلى البحث العلمي ومحاولة
الوصول إلى أفضل ما يتميز به الطالب الجامعي في التخصص الدقيق ، فالتصميم
الجرافيكي وصناعة وفن الطباعة يعتبر مأموث الصناعة الذي يوجد بداخله العديد من
الفنون الصناعية والتي على الطالب بمساعدة المرشد الأكاديمي التركيز على ما يعتقده
أنه كما سيضيف له سيستفيد منه ويضيف له أيضاً في إحدى الجوانب المتعددة لهذا
القطاع والابحار فيه قدر الاستطاعة أثناء مرحلة الدراسة والعطلات لمواكبة التطور
العالمي في هذا المجال فنحن نستطيع مقارعة الكبار في هذا المجالات نظراً لما نتميز
به من مهارات لكن ينبغي علينا أولاً معرفة قدراتنا ومهاراتنا معرفة دقيقة ثم
تطويرها.
ويضيف
الحجري مختتماً حديثه :نشكر وزارة التعليم العالي على جهودها في كليات
العلوم التطبيقية وسعيها للإرتقاء بمخرجات الكليات التطبيقية ، في حين نجد الطلبة
يواجهون تحديات ومعوقات إلى حين تأقلمهم مع جهة العمل المتبنية لهذه الكوادر ،
ولذلك تقوم بعض الجهات بإشتراط الخبرة عند توظيف أي كادر وما هذا إلا بسبب عدم
الثقة في مخرجات الكليات التطبيقية. لذا ، نآمل من وزارة التعليم العالي الأخذ
بعين الإعتبار نقطة تدريب وتأهيل الطلبة قبل المضي قدماً في مجال العمل.
ومن جهة أخرى تقول بثينة اليحمدية،
أستاذة بقسم التصميم بتطبيقية نزوى: من وجهة نظري أرى بأن الطالب الجامعي هو
المسؤول عن تثقيف نفسه وتنمية معرفته فيما يخص جوانب تخصصه، فالمؤسسة التعليمية
لها أن تضع الأساس للطالب ومنه ينطلق الطالب في تلقي كل ما يراه مناسباً لتخصصه أو
غير ذلك لتمية مهاراته وقدراته حتى يستطيع مواكبة المسار المطلوب في مجاله، وتؤكد
اليحمدية حديثها بتجربتها الدراسية في إكمال درجة الماجستير بإحدى جامعات
إستراليا، قائلةً: خلال تجربتي الدراسية في إكمال درجة الماجستير كانت تجربة صعبة
نوعاً ما في الطريقة المتبعة في التدريس
هناك، فكأن المدرس يرمينا في بحيرة ويقول لنا اعتمدوا على أنفسكم فقط يظل مراقباً
من بعيد ولا يتفضل بالمساعدة إلا حينما تصل مرحلة الغرق القسوى حينها يأخذ بيدك
ويعيدك للسطح و يتركك مرة أخرى لتحاول بنفسك من جديد، لكنني أيقنت
بالفعل في النهاية بأنها الطريقة المثلى للطالب نفسه التي أتمنى تطبيقها هنا ولكن
بشكل تدريجي حتى يتعود الطلبة على هذه المنهجية‘ فقد كانت تجربة رائعة جداً في
حياتي علمتني كيف أكون متفردة ومتميزة بعملي الذي هو من صنع أفكاري وإعتمادي
الكلي، نشعر حينها بالطعم المثالي للكفاح والمثابرة الجديرة بأن تكون أروع لحظات
حياتنا.
أستاذ تامر إبراهيم |
![]() |
أستاذ سالم الحجري |
![]() |
الطالب محمود الهطالي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق