The space of Creativity

الجمعة، 20 يناير 2012

بوح قلمي


أرجوحة الزمن


كَمْ عُمْــــرٍ اِنْقَضَـى ! وكَمْ ذِكْرَيَـاتْ انْمَحَـى وجُودِهَـــا، ونَبْض حُروفِهَـــا !..الحَيَاة تَدُور وتَمْضِي مَعَهَــا كُلِّ ذِكْرَى ، والأَيَامْ تَتَوالَى وتَتَعَاقَبْ ثَوانِيهَا عَلَى أَلْوانٍ مِنَ المَحَطَـــاتْ ..يَعِيْشَهَا المَرْء ، ويَمْضِيْ بِخُطَــاهَا أَبَى أَمْ رَضِيَ فَهِيَ لَهُ كَمَا قُدِّرَتْ وكَيْفَمَا شَاءَ صَنَعَهَــــــا ..
مِنْ نُعُومَة الظِفْر ..يَبْدَأ مِشْوَار الحَيَاة بِرِفْقَة مُسِلْسَلْ طَوِيلٍ مِنَ الأَحْدَاثْ المُتَنَوِعَة التِي تَنْفُخْ الرُّوح فِيْ الحَيَاة؛ لِنْشْعُر بِطَعْم العَيْشْ ومَسِيْرتِه وكَيْفَ نَبْدُو مَعْ نَبْضْ أَنْغَامِهَا ..  فما يَمُر بِه المَرَء مِن مَواقِفٍْ وأَحَدَاث ، وكَيَفية تَناغُمَه مَعْ إِيقَاعَاتِهَا  مَا هِيَ إِلا حَيَاة المَرْء نَفْسُه .. فَالمَرء هُوَ نَفْسُه صَاحِبْ القَرَار فِيْ كَيْفِيَة عَيْش حَيَاتِه ، فَمَتَى أَرَادَ السَعَادة صَنَعهَا ومَتَى أَرادَ الشَقَاء صَنَعَهُ لِنْفسه ، فَبِيَدِهِ وفِكْرِه يَصْنَع حَيَاتِه وبِاللون الذِي يُريِدهُ ..فَفِي كُلِّ خٌطْوة يَخْطٌو بِهَا المَرء تَلِيهَا فِكْرَة  التي تُولِد خُطْوَة  جَدِيْدَة لَهُ..لَكِنْ لا نَدْرِي أهِي خُطْوَة للأَمَام أَمْ خُطْوَة للخَلف!
فَهَذا كُلِه بِيَدِ المَرء فَهُوَ المَسْؤول عَن سَعَادَتِه وشَقَائِه !
العَثَرَات ْ كَثِيرَة فِيْ الحَيَاة ومَعْ كُلِّ عَثَرَة تُوْلَدْ فِكْرَة وحَيَاة جَدِيْدَة كَفِيْلَة بَاَنْ تَبْنِي الأَيَامْ القَادِمَة ..إِذَنْ فَنَحْنُ مَنْ يَصْنَعْ الحَيَاة ولَيْسَتْ هِيَ مَنْ تَصْنَعْنَا ،فَبِفِكْرِنَا نَبْنِي كُلِّ شَئ ، وبِيَدِنَا نَصْنَعْ الوَاقِعْ .. مَا دَامَ هُنَاكَ عَقْلاً يُبْدِعْْ ويَدَاً تُتْقِنْ!
 أَحْيَانَاً قَدْ تَأخُذُنَا العَقَبَات فِي أَوجَاعِهَا فَنَتَعَثَّر أَمَامِهَا ويَغْلِبُنَا اليَأس فَتَظَل القُلوب تَخْفُق أَلَم العَثَرَة والعِيُون تَذْرِف عَبَرَاتِهَا..فَقَد يَطول سُوء الحَال لَدَى البَعْضْ دُونَ نتيجة تَجْبُر جُرْحٌ مَضَى .. وقَدْ نَكُون نَحْن مَن وَضَعْنَا الحِجَارَة أَمَامِنَا لِنَتَعَثَّر ولَمَّا سَقَطْنَا لَمْ نَجِد سُوى الصَمْت سِتَاراً ورُبَما الإِنْكَار بالقَولْ حَتَى لا يَعْلَم الآخَرِين بِأَمْرِنا.. رُبَما لأَننا نَخْجَل من الفَشَل! فكَثِيْرَاً مَا نُخْطِيْ فِيْ حَق أَنْفُسِنَا وحَق الآخرِيِنْ ،ولكِنْ البَعْض قَدْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِه ،فَيَظَلْ مُدَافِعَاً عَنْهَا بِأَتْفَه الأَعْذَار مِنْ عَدَمِهَـــــا والتِي قَدْ تَكُون غَيْر مَنْطِقِيَّة فِي بَعْضِ الأَحْيَان ،بَلْ ويَجْتَهِدْ فِي ذَلِكْ حَتَّى يُسْدِلْ السِتَارَ عَلَى نَفْسِهِ؛لِيَضَعَهَا خَلْفَ جِدَار الجَرِيمَة !
قَدْ يَكُون بِدَاخِلَنَا أَنْفَة عَمْيَـاء لا نَرْضَى بِأَنْ يُقَالَ لَنَا (أَخْطَأتَ يَا فُلان)إِلا وقَدْ ثَارَتْ بَرَاكِيْنُ الغَضَبْ ونَثَرَتْ لَهِيْبَهَا فِيْ كُلِّ نَاحِيَة ..نُخْطِئ مَرَّة ومَرَّتَيْن ولَيْسَ  عَيْبٍ فِيْ ذَلِكْ ولَكِنْ العَيْب أَنْ نَسْبَحْ فِيْ بُحُور النَدَم نَتَوجَعْ ونَرَى أَشْلاء السَفِيْنَة المُحَطَمَة مُتَنَاثِرَة عَلَى سَطْحِهِ دُونَ أَن نُمْسِكَ بِقِطْعَةٍ مِنْهَا تُنْجِيْنَا مِنَ الغَرَقْ!
لا تَكُنْ شَيْطَانَاً أَخْرَسْ فَقَدْ تَخْدَع الآخَرِين لَكِنْ يُسْتَحَال أَنْ تَخْدَعَ نَفْسَكْ واعْلَم أَنَّكَ بِأَعْذَارِكَ سَتَبْنِيْ جِدَاراً يُعْلِنْ عُزْلَتِكْ ووِحْدَتِك ؛لَكِنْ أَنْ تَعْتَرِفَ بِخَطَئِكْ وتَصْبِرَ فَإِنَّكَ سَتَبْنِيْ مِنَ الحِجَارَة المُلْقَاة عَلَيْكَ مِنَ النَّاسْ سُلَّمَاً نَحْوَ النَّجَـاحْ لِتَكُونَ قَدْ رَبِحْتَ فِيْ نِهَايَة المَطَـافْ ،لا يَهُمْ مَا قَدْ عَانَيْتُه ولَكِنْ المُهِمْ أَنَّكَ قَدْ تَعَلَّمْتَ دَرْسَاً وأَضَفْتَ حَيَاةً جَدِيْدَة إِلَى قَامُوسِ حَيَاتِك..!
تَجَارُب الحَيَاةِ كَثِيْرَة ، ولا تَمُرْ إِلا وقَدْ تَرَكَتْ بَصْمَتِهَا مَحْفُورَة فِي الذَاكِرَة ؛لِتَكُونَ عَوْنَاً لَنَا فِيْ إِكْمَال مِشْوارَ الحَيَاة ، فَكُلَّمَاوَعَيْنَا الحَيَاة أَكْثَرْ كُلَّمَا اِسْتَطَعْنَا أَنْ نَتَخَطِيْ عَقَبَاتِهَا ونَمْشِيْ دُرُوبِهَا بِأَمَان ..
دَوْرَة الحَيَاة وبِمَحَطَاتِهَا قَدْ تَكُون "قِصَّة" مُمْتِعَة للسَرد وَرُبَمَا للكِتَابَة لَكِنَّهَا فِيْ النِّهَايَة سَيَظَلُّ نَبْضُهَا مُجَرد "صُورَة " قَدْ يُبْحِرْ المَرءُ بِهَا فِيْ خَيَالِيه ويَسْتَسِيغَ طَعُمَهَا بِكُلِّ سُهُولَة ؛ لَكِنْ أنْ يُدْرِكْ مَعَانِيهَا الغَامِضَة التِي تَسْرِي فِيْ عُروقِهَا فَهَذَا قَدْ دَرَجْتٌهٌ قِيْ قَائِمَة المُسْتَحِيلاتْ ،رُبَمَا صُورَتِهَا قَدْ تُضْفِيْ لَمْعَة بَسِيطَة فِيْ حَيَاة المَرء لَكِنَّهَــا تَبْقَى "مُشَوَّشَة" ، وقَدْ تُضْفِي دَرْسَاً أَو كَلِمَاتٍ ذَهَبِيَّة لَكِنَّهَا تَبْقَى بِحُرُوفِهَا "جَامِدَة"
الحَيَـاة وبِحُرُوفِهَــا "الأَرْبَعَة" لَـنْ تَنْبُضْ بَيْنَ يَدَيْكْ حَتَّى تَخُوضَ بِحَارِهَا، وتَسْكُن بِعَقْلِكَ فِيْ أَحْضَانِهَا .. فَهَكَذَا عَلَّمَتْنِـــي "الحَيَاة"..!







هناك تعليق واحد:

  1. شدني العنوان جداا..

    لي عودة بإذن المولى أستكمل إستمتاعي بكوكتيل من المعلومات والحقائق في هذة المدونه المثيرة..

    وأيضا لي عودةمع بوح قلمك الذي إشتقنا له فكيف صمت قلمك في ربيع عربي كسر حاجز الصمت ولو إني أرى لم يكسر إلا جزء من قشرة الصمت وبحذر تام.. نتمنى عودا حميدا لحرفك الأنيق اللطيف..ّ

    فجر الأمنيات ..*_*

    ردحذف